ومن ذلك حرف النون
نون الوجود تدل نقـطة ذاتـهـا في عينها عينا على معبـودهـا
فوجودها من جـوده ويمـينـه وجميع أكوان العلى من جودها
فانظر بعينك نصف عين وجودها من جودها تعثر على مفقودهـا
اعلم أيد الله القلوب بالأرواح أن النون من عالم الملك والجبروت مخرجه من حافة اللسان وفوق الثنايا عددها خمسون وخمسة بسائطه الواو والألف فلكه الثاني سنى حركته قد ذكرت يتميز في الخاصة وخاصة الخاصة له غاية الطريق مرتبته المرتبة المنزهة الثانية ظهور سلطانه في الحضرة الإلهية طبعه البرودة واليبوسة عنصره التراب يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته ممتزجة له الخلق والأحوال والكرامات خالص ناقص مفرد موحش له الذات له من الحروف الواو والأسماء كما تقدم.
ومن ذلك حرف الطاء المهملة
في الطاء خمسة أسرار مـخـبـأة منها حقيقة عين الملك في الملـك
والحق في الخلق والأسـرار نـائبة والنور في النار والإنسان في الملك
فهذه خمسة مهما كلـفـت بـهـا علمت أن وجود الفلك في الفلـك
اعلم أيدنا الله به أن الطاء من عالم الملك والجبروت مخرجه من طرف اللسان وأصول الثنايا عدده تسعة بسائطه الألف والهمزة واللام والفاء والميم والزاي والهاء فلكه الثاني سنيه مذكورة يتميز في الخاصة وخاصة الخاصة وله غاية الطريق مرتبته السابعة سلطانه في الجماد طبعه البرودة والرطوبة عنصره الماء يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته مستقيمة عند أهل الأنوار ومعوجة عند أهل الأسرار وعند أهل التحقيق وعندنا معاً وممتزجة له الأعراف خالص كامل مثنى مؤنس له من الحروف الألف والهمزة ومن الأسماء كما تقدم.
ومن ذلك حرف الدال المهملة
الدال من عالم الكون الذي انتقلا عن الكيان فلا عين ولا أثـر
عزت حقائقه عن كل ذي بصر سبحانه جل أن يحظى به بشر
فيه الدوام فجود الحق منزلـه فيه المثاني ففيه الآي والسور
اعلم أيدنا الله بأسمائه أن الدال من عالم الملك والجبروت مخرجه مخرج الطاء عدده أربعة بسائطه الألف واللام والهمزة والفاء والميم فلكه الأول سنى حركته اثنتا عشرة ألف سنة له غاية الطريق مرتبته الخامسة سلطانه في البهائم طبعه البرودة واليبوسة عنصره التراب يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته ممتزجة بين أهل الأنوار والأسرار له الأعراق خالص ناقص مقدس مثنى مؤنس له من الحروف الألف واللام ومن الأسماء كما تقدم.
ومن ذلك حرف التاء باثنتين من فوق
التاء يظـهـر أحـيانـاً ويسـتـتـر فحظه من وجود الـقـوم تـلـوين
يحوي على الذات والأوصاف حضرته وماله في جناب الفعـل تـمـكـين
يبدو فيظهر من أسـراره عـجـبـا وملكه اللـوح والأقـلام والـنـون
الليل والشمس والأعلـى وطـارقـه في ذاته والضحى والشرح والـتـين
اعلم أيها الوليّ الحميم أن التاء من عالم الغيب والجبروت مخرجه مخرج الدال والطاء عدده أربعة وأربعمائة بسائطه الألف والهمزة واللام والفاء والهاء والميم والزاي فلكه الأول سنيه قد ذكرت يتميز في خاصة الخاصة مرتبته السابعة سلطانه في الجماد طبعه البرودة واليبوسة عنصره التراب يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته ممتزجة له الخلق والأحوال والكرامات خالص كامل رباعيّ مؤنس له الذات والصفات له من الحروف الألف والهمزة ومن الأسماء كما تقدم.
ومن ذلك حرف الصاد اليابسة
في الصاد نور لقلب بات يرقبـه عند المنام وستر السهد يحجـبـه
فنم فإنك تلقى نـور سـجـدتـه ينير صدرك والأسرار ترقـبـه
فذلك النور نور الشكر فارتقب ال مشكور فهو على العادات يعقبه
اعلم أيها الصفي الكريم أن الصاد من عالم الغيب والجبروت مخرجه مما بين طرفي اللسان وفويق الثنايا السفلى عدده ستون عندنا وتسعون عند أهل الأنوار بسائطه الألف والدال والهمزة واللام والفاء فلكه الأول سنيه قد ذكرت يتميز في الخاصة وخاصة الخاصة له أول الطريق مرتبته الخامسة سلطانه في البهائم طبعه الحرارة والرطوبة عنصره الهواء يوجد عنه ما يشاكل طبعه حركته ممتزجة مجهولة له الأعراف خالص كامل مثنى مؤنس له من الحروف الألف والدال ومن الأسماء كما تقدم ثم اعلم أني جعلت سرّ هذا الصاد اليابسة لا ينال إلا في النوم لكوني ما نلته ولا أعطانيه الحق تعالى إلا في المنام فلهذا حكمت عليه بذلك وليست حقيقته ذلك والله يعطيه في النوم واليقظة ولما وقفت عنده بالتقييد جعلت بعض الأصحاب يقرأ عليّ أسرار الحروف لأ صلح ما اختلّ منها عند التقييد لسرعة القلم فلما وصل بالقراءة إلى هذا الحرف قلت لهم ما اتفق لي فيه وأن النوم ليس لازماً في نيله ولكن هكذا أخذته فوصفت حالي وانفض الجمع فلما كان من الغد من يوم السبت قعدنا على سبيل العادة في المجلس بالمسجد الحرام تجاه الركن اليمانيّ من الكعبة المعظمة وكان يحضر عندنا الشيخ الفقيه المجاور أبو يحيى ببكر بن أبي عبد الله الهاشميّ التويتمي الطرابلسي رحمه الله فجاء على عادته فلما فرغنا من القراءة قال لي رأيت البارحة في النوم كأني قاعد وأنت أمامي مستلق على ظهرك نذكر الصاد فأنشدتك مرتجلاً.
الصاد حـرف شـريف والصاد في الصاد أصدق
فقلت لي في النوم ما دليلك فقلت: لأنها شـكـل دور وما من الدور أسبق
ثم استيقظت. وحكى لي في هذه الرؤيا أني فرحت بجوابه فلما أكمل ذكره فرحت بهذه المبشرة التي رآها في حقي وبهيئة الاضطجاع وذلك رقاد الأنبياء عليهم السلام وهي حالة المستريح الفارغ من شغله والمتأهب لما يرد عليه من أخبار السماء بالمقابلة فاعلم أن الصاد حرف من حروف الصدق والصون والصورة وهو كريّ الشكل قابل لجميع الأشكال فيه أسرار عجيبة فتعجبت من كشفه في نومه قرّت عينه على حالتي التي ذكرتها للأصحاب بالأمس في المجلس فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب حرف شريف عظيم أقسم عند ذكره بمقام جوامع الكلم وهو المشهد المحمديّ في أوج الشرف بلسان التمجيد وتضمنت هذه السورة من أوصاف الأنبياء عليهم السلام ومن أسرار العالم كله الخفية عجائب وآيات وهذه الرؤيا فيها من الأسرار على حسب ما في هذه السورة من الأسرار فهي تدل على خير كثير جسيم يناله الرائي ومن ريئت له وكل من شوهد فيها من الله تعالى ويحصل لهما من بركات الأنبياء عليهم السلام المذكورين في هذه السورة ويلحق الأعداء من الكفار ما في هذه السورة من البؤس لا من المؤمنين نسأل الله لنا ولهم العافية في الدنيا والآخرة فهذه بشرى حصلت وأسرار أرسلها الحق إلينا على يد هذا الرائي وذكر لي الرائي صاحبنا أبو يحيى إنه لما استيقظ تمم على البيتين اللذين أنشدهما لي في النوم قريضاً فسألته أن يرسل إليّ به حتى أقيده في كتابي هذا عقيب هذه الرؤيا وفي هذا الحرف فإن ذلك القريض من أمداد هذه الحقيقة الروحانية التي رآها في النوم فأردت أن لا أفصل بينهما فبعثت معه صاحبنا أبا عبد الله محمد بن خالد الصوفيّ التلمسانيّ فجاءني بها وهي هذه: الصاد حـرف شـريف والصاد في الصاد أصدق
قل مـا الـدلـيل أجـده في داخل القلب ملصـق
لأنـهـا شـكــل دور وما من الدور أسـبـق
ودلّ هـذا بــأنـــي على الطريق مـوفـق
حققت في الله قـصـدي والحق يقصد بالـحـق
إن كان في البحر عمـق فساحل القلب أعـمـق
إن ضاق قلبـك عـنـي فقلـب غـيرك أضـيق
دع الـقـرونة واقـبـل من صـادق يتـصـدق
ولا تخالف فـتـشـقـى فالقلب عندي مـعـلـق
أفتحه أشرحه وافـعـل فعل الذي قد تـحـقـق
إلى متى قاسـى الـقـل ب باب قلبك مـغـلـق
وفعـل غـيرك صـاف ووجه فـعـلـك أزرق
إنا رفقـنـا فـرفـقـا فالرق في الرفق أرفق
فإن أتـيت كـسـونــا ك ثوب لطف معـتـق
ولا تـكـن كـجــرير إذ ظل يهجو الفـرزدق
والهج بمدحي فمـدحـي من مشرق الشمس أشرق
أنـا الـوجـود بـذاتـي ولي الوجود المحـقـق
من غير قيد كعـلـمـي على الحقيقة مـطـلـق
فهل ترى الـشـاه يومـاً يكـيدهـا فـرد مـيذق
من قـال فـيّ بــرأي فقائل الـرأي أحـمـق
إن ظـل يهـذي لـوهـم رأيتـه يتــشـــدق
وكـل مـن قـال قـولاً فالذكر من ذاك أصـدق
أنا المهيمـن ذو الـعـر ش لا أبـيد وأخـلــق
بعثت للخـلـق رسـلـي وجاء أحمـد بـالـحـق
فقـام فـيّ بـصــدق وحـين أرعـد أبــرق
مجاهـداً فـي الأعـادي وناصحاً مـا تـفـتـق
لو لم أغثهـم بـعـبـدي أغرقت من ليس يغـرق
إن الـسـمــوات والأر ض من عذابي تـفـرق
وإن أطـعـتـم فـإنـي ألـمّ مـا يتـفـــرّق
واجمع الكل في الـخـل د في حـدائق تـعـبـق
كل القـلـوب عـلـى ذا وإنني الـلـه أصـفـق
فقمت من حال نـومـي وراحتـاي تـصـفـق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق