كتاب مشارق شموس الأنوار ومغارب حسها في معنى عيون العلوم والأسرار
لسيدي الشيخ إسماعيل الولي رضي الله عنه
اللهم إني أقدم إليك بين يدي كل نفس ولمحة ولحظة وطرفة يطرف بها أهل السموات وأهل الأرض وكل شيىءهو في علمك كائن أو قد كان وأقدم إليك بين يدي ذلك كــله ، وإستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه .
الحمد لله حمداً جزيلاً جميلاً مثل حمد جميع من حمده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والشكر له مثل ذلك وأعظم من ذلك ، اللهم صلِّ على سيدنا ومولانا محمد السابق الخاتم صلاة تكون لنا وصلة بجنابه وتغيبنا في نوره وتحسن عاقبتنا بحسن الختام وسلم عليه وعلى آله وصحبــه يا سلام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمداً جزيلاً جميلاً مثل حمد جميع من حمده كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والشكر له مثل ذلك وأعظم من ذلك ، اللهم صلِّ على سيدنا ومولانا محمد السابق الخاتم صلاة تكون لنا وصلة بجنابه وتغيبنا في نوره وتحسن عاقبتنا بحسن الختام وسلم عليه وعلى آله وصحبــه يا سلام .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فالمشارق هي أساس مباني مبادي الأنوار ، والمغارب هي غايات مراسي مراكب نهاية أمواج بحار العلوم والأسرار ، والله أرجو أن يجعله مقبولاً مودوداً ، لا مبغوضا مردوداً ، وأن ينفع به من كتبه أو حصله أو طالعه أو سمعه وعمل بما فيه ، وأن يجعله محفوظاً من أعين الناظرين وقدح الحاسدين ، أنه هو الحق المبين ، والموفق المعين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي اختفى في عالم غيبه عن رؤية الأبصار ، وتنزه في عالم مجده عن مماثلة الحوادث والأغيار ، وتفرد بأحديته في مقام واحديته عن مخالطة الأوهام والشكوك والظنون والخيالات والأفكار ، وتردي بكبريائه وتأزر بعظمته وتسربل بمجده وعليائه من أن يتصف مخلوق برحمانيته أويشاركه أحد في ربوبيته بالأرزاق والأمداد والأقطار ، وتعاظم بقوته وقدرته وعزته وغناه عن جميع النقائص والأشباه والأنظار ، فهو الواحد الأحد الرب المعبود المنزه عن الحلول مع أنه في كل شي موجود قديم الذات والأسماء والصفات المنزه عن التقييد بالزمان والجهة والمكان والهبوط والصعود ، الأزلي الأبدي الذي أبده عين أزله ، وأزله عين أبده ، بلا إنكار ولا جحود ، سرت هويته في كل موجود وجمعت آيته جميع المظاهر في الوجود وشملت ألوهيته كل المراتب بلا قيد محدود ، وأستغرقت ربوبيته سيادة كل واصل أو مردود ، وتعالت قيوميته عن الاحتياج إلى مخصص معهود ، وأرتفعت صمدانيته من كون أنه والد أو مولود .أحمده حمد من سبح في بحار التجليات ، وأدرك مواقف جميع الحضرات ، وتحقق بنيل أرفع المقامات ، وأنعدم عن نفسه ببقائه في حظائر المشاهدات . وأشكره شكر من قيد به النعم وبذل فيه كامل جهده إلى أن تحقق بمعرفة حقيقة معنى شكره وحمده . وأشهد أن لا إله إلا الله الخالع على أصفيائه خلع الرضوان والكمال ، والواضع عليهم تيجان القبول والإجلال ، والكاشف لهم عن سناء برق الجمال ، والمانح جميعهم نهاية غاية الوصال . وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله المصبوب على قلبه اليقين والعلم والعرفان والحكم ، والمشهود في كل شي بقيام كل شي به حيث منحه ذلك المتفضل الواهب العدل الحكم . وأشهد أنه نبي حق ورسول صدق . وأشهد أن كل نبي خاص أو نبي مرسل ، وكل ملك ومقرب وكل كتاب منزل والجنان والنيران والساعة والصراط والحوض والشفاعة والميزان ، كله كله حق يجب أن يؤمن به كل مكلف من الخلق ، وأصلى وأسلم على النقطة الجامعة ، والدرة اللامعة ، واليتيمة الجوهرية ، والفريدة السنية ، مجمع جامعة جميع الحقائق ، ومجموع ظرائف لطائف دقائق الرقائق ، عرش الرحمانية في عالم الرحموت ، وأسطوانة عرش عالم الناسوت واللاهوت ، سيدنا وحبيبنا وواستطنا محمد المغموس بكليته في لجة بحر تجلياتك ، والفاني عنه بك في جلال جمال انكشاف سبحاتك . صلاة وسلاماً لا إحصاء لهما ولا عد ، ولا إنقضاء ولا حد ، عدد ما وسعه علمك وحق قدره عندك وعلى جميع آله وصحبه الراقين أوج العرفان ، والمحررين بتأييدهم من بعده شريعته على ممر الدهور والأزمان ، وعلى جميع أزواجه وذريته وأهل بيته وأصهاره وأنصاره ومهاجريه وجميع التابعين وتابعيهم باحسان أجمعين ، وعلى سائر الأنبياء والمرسلين ، والملائكة والمقربين ، والشهداء الأكرمين ، وجميع الأولياء المحبوبين ، وكافة عباد الله الصالحين ، من المؤمنين والمسلمين . وعلينا معهم يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين .
أما بعد . فيقول الغاية بالمقال ، إسماعيل بن عبد الله الراقي مراقي الكمال ، أنه لما حفني مولاي بالسعادة والعناية وساقني إلى طريق أهل الحقيقة والهداية . طهر قلبي من الشرك ، وخلصه من طوارق السوء والغفلة والشك ، وأفاض عليه سواكب السحاب المزجي بفيوضات مظهر سر اسمه الوهاب ، فأخرج بخلاله ودق المعاني والأنوار والعلوم والأسرار ، بعد رفع الحجاب فأحيا بذلك قلبي بعد مماته ، وجعله مدركاً لمعاني الحقائق بعد صممه بأنواع غفلاته ، فأغرقني في عيون تجلياته ، وكشف لي براقع الحجب عن سبحاته ، وأفناني في حظائر مشاهداته . وابقائي في مقامات حضراته ، وملكني مفاتيح الكنوز ، وقلدني سيف فتق طلاسم الرموز ، فعند ذلك أمرني أن أخلع الخلع على من دوني فصرت بحول الله وقوته أخلع على الغير بعد ما كان يخلع من الغير عليّ . وأوجه الحلل مني لغيري بعد ما كانت توجه من الغير اليّ ، فحينئذ أذن لي في الارشاد ، وخلفني للهداية ، وجعلت لي طريقة أوصل بها السالكين مقامات أهل الكمال والنهاية ، فلما سلك على يديّ من سلك ، وواظب على أوراده ، وأنتهج المسلك ، وأخذ بعض السالكين يسألونني عن الغامض في كيفية الطريق ، ويطالبونني البيان في صفة سير أهل التحقيق ، فألفت لهم رسائل عديدة ، وجملة كتب مفيدة ، في علم الظاهر وفي طريق أهل العرفان ، وفي حالات أهل التصوف أرباب الأيقان . فما أستغنوا بها عن سؤالي ، وما ارتاح من كثرة سؤالهم ، لأن في وقتنا هذا إنجهل الطريق للناس فما بقى منه إلا وهونات الأثر لكثرة أهل الدعاوي المتلبسين الذين لم يسمعوا به إلا في طارق الخبر فمن ثم هممت بوضع هذا الكتاب بعد حصول الإشارة ، ولبست خلعة الطلب فيه بالمحاولة والإستخارة إلى أن حصل لي الأمر والأذن من الحضرتين بتأليفه ، وهجم عليّ دفعة دفعة وارد تصنيفه ، فسارعت إلى كتابته وإملائه ، وقصدت إفادة السائلين في إنشائه وإبدائه ، فجاء بحول الله وقوته على أحسن نمط ، وقاعدة لم يسبقني بها ولي من أولياء الله قط ، مع أنه وافي الذي حصل لنا مع بعض الأشرار من الوقائع العديدة ، والفتن الشديدة ، وكان ابتداء تأليفه بعد صلاة العشاء ليلة الجمعة المباركة لعشر بقين من شهر الله رجب الأصم واكمال وارده وإنقضاء تأليفه قبيل الصبح بنحو ساعة من طلوع فجر يوم الأربعاء ثاني يوم من شهر الله شعبان المكرم عام ألف ومايتان وواحد وستين من هجرة سيد المرسلين وخاتم النبيين ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، فقد سلكت به مسلكاً عجيباً ، وبينت فيه أمراً غريباً ، وأزرته بأوثق حلة أساس المباني ، ووشحته بخلعة جواهر المعاني ، وتوجته بتيجان زمرد الأنوار ، وقلدته أصقل بيض قواطع أعناق فيافي غمائض العلوم والأسرار ، وبينته على أربعة مشارق شموس حسية وفي كل مشرق تسعة مغارب في عيون معنوية وفي كل مغرب فواصل بألفاظ أصلحتها من أسرار استنبطتها كما تنظره في داخل الكتاب ، وقلت في كل مغرب منها شعراً يتضمن معناه بلا أرتياب ، وقد عزمت على اني لا أنقل فيه لفظاً من غيري ، في نثره ونظمه بل أتكلم فيه بحسب مشاهداتي وذوقي ، كما أن كل عالم يعبر على حسب علمه غير أنك تجده في المعنى موافقاً للكتاب والسنه وأقوال المتقدمين المحققين بفضل الله والمنة ، وسميته ( مشارق شموس الأنوار ومغارب حسها في معنى عيون العلوم والأسرار ) . فالمشارق هي أساس مباني مبادي الأنوار ، والمغارب هي غايات مراسي مراكب نهاية أمواج بحار العلوم والأسرار ، والله أرجو أن يجعله مقبولاً مودوداً ، لا مبغوضامراسي مراكب نهاية أمواج بحار العلوم والأسرار ، والله أرجو أن يجعله مقبولاً مودوداً ، لا مبغوضا مردوداً ، وأن ينفع به من كتبه أو حصله أو طالعه أو سمعه وعمل بما فيه ، وأن يجعله محفوظاً من أعين الناظرين وقدح الحاسدين ، أنه هو الحق المبين ، والموقف المعين ، وقد بشرت فيه حين حصل لي الأذن في تأليفه بأعظم بشارة وجاءني الأمر بتسميته بأسمه هذا في غير مرة واحدة وسلم الأمر ولم يعارضه بجهل وحسد فقد ظفر وأنه سيقوم يوم البعث محشوراً في زمرة الفائزين ، ومتوجاً بتاج السلامة مع الناجين ، فلما توثقت بالمقال من حضرتي القرب والأجلال إنطلق مني لسان الحال محدثاً بالنعمة حيث قال شعراً :-
أما بعد . فيقول الغاية بالمقال ، إسماعيل بن عبد الله الراقي مراقي الكمال ، أنه لما حفني مولاي بالسعادة والعناية وساقني إلى طريق أهل الحقيقة والهداية . طهر قلبي من الشرك ، وخلصه من طوارق السوء والغفلة والشك ، وأفاض عليه سواكب السحاب المزجي بفيوضات مظهر سر اسمه الوهاب ، فأخرج بخلاله ودق المعاني والأنوار والعلوم والأسرار ، بعد رفع الحجاب فأحيا بذلك قلبي بعد مماته ، وجعله مدركاً لمعاني الحقائق بعد صممه بأنواع غفلاته ، فأغرقني في عيون تجلياته ، وكشف لي براقع الحجب عن سبحاته ، وأفناني في حظائر مشاهداته . وابقائي في مقامات حضراته ، وملكني مفاتيح الكنوز ، وقلدني سيف فتق طلاسم الرموز ، فعند ذلك أمرني أن أخلع الخلع على من دوني فصرت بحول الله وقوته أخلع على الغير بعد ما كان يخلع من الغير عليّ . وأوجه الحلل مني لغيري بعد ما كانت توجه من الغير اليّ ، فحينئذ أذن لي في الارشاد ، وخلفني للهداية ، وجعلت لي طريقة أوصل بها السالكين مقامات أهل الكمال والنهاية ، فلما سلك على يديّ من سلك ، وواظب على أوراده ، وأنتهج المسلك ، وأخذ بعض السالكين يسألونني عن الغامض في كيفية الطريق ، ويطالبونني البيان في صفة سير أهل التحقيق ، فألفت لهم رسائل عديدة ، وجملة كتب مفيدة ، في علم الظاهر وفي طريق أهل العرفان ، وفي حالات أهل التصوف أرباب الأيقان . فما أستغنوا بها عن سؤالي ، وما ارتاح من كثرة سؤالهم ، لأن في وقتنا هذا إنجهل الطريق للناس فما بقى منه إلا وهونات الأثر لكثرة أهل الدعاوي المتلبسين الذين لم يسمعوا به إلا في طارق الخبر فمن ثم هممت بوضع هذا الكتاب بعد حصول الإشارة ، ولبست خلعة الطلب فيه بالمحاولة والإستخارة إلى أن حصل لي الأمر والأذن من الحضرتين بتأليفه ، وهجم عليّ دفعة دفعة وارد تصنيفه ، فسارعت إلى كتابته وإملائه ، وقصدت إفادة السائلين في إنشائه وإبدائه ، فجاء بحول الله وقوته على أحسن نمط ، وقاعدة لم يسبقني بها ولي من أولياء الله قط ، مع أنه وافي الذي حصل لنا مع بعض الأشرار من الوقائع العديدة ، والفتن الشديدة ، وكان ابتداء تأليفه بعد صلاة العشاء ليلة الجمعة المباركة لعشر بقين من شهر الله رجب الأصم واكمال وارده وإنقضاء تأليفه قبيل الصبح بنحو ساعة من طلوع فجر يوم الأربعاء ثاني يوم من شهر الله شعبان المكرم عام ألف ومايتان وواحد وستين من هجرة سيد المرسلين وخاتم النبيين ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ، فقد سلكت به مسلكاً عجيباً ، وبينت فيه أمراً غريباً ، وأزرته بأوثق حلة أساس المباني ، ووشحته بخلعة جواهر المعاني ، وتوجته بتيجان زمرد الأنوار ، وقلدته أصقل بيض قواطع أعناق فيافي غمائض العلوم والأسرار ، وبينته على أربعة مشارق شموس حسية وفي كل مشرق تسعة مغارب في عيون معنوية وفي كل مغرب فواصل بألفاظ أصلحتها من أسرار استنبطتها كما تنظره في داخل الكتاب ، وقلت في كل مغرب منها شعراً يتضمن معناه بلا أرتياب ، وقد عزمت على اني لا أنقل فيه لفظاً من غيري ، في نثره ونظمه بل أتكلم فيه بحسب مشاهداتي وذوقي ، كما أن كل عالم يعبر على حسب علمه غير أنك تجده في المعنى موافقاً للكتاب والسنه وأقوال المتقدمين المحققين بفضل الله والمنة ، وسميته ( مشارق شموس الأنوار ومغارب حسها في معنى عيون العلوم والأسرار ) . فالمشارق هي أساس مباني مبادي الأنوار ، والمغارب هي غايات مراسي مراكب نهاية أمواج بحار العلوم والأسرار ، والله أرجو أن يجعله مقبولاً مودوداً ، لا مبغوضامراسي مراكب نهاية أمواج بحار العلوم والأسرار ، والله أرجو أن يجعله مقبولاً مودوداً ، لا مبغوضا مردوداً ، وأن ينفع به من كتبه أو حصله أو طالعه أو سمعه وعمل بما فيه ، وأن يجعله محفوظاً من أعين الناظرين وقدح الحاسدين ، أنه هو الحق المبين ، والموقف المعين ، وقد بشرت فيه حين حصل لي الأذن في تأليفه بأعظم بشارة وجاءني الأمر بتسميته بأسمه هذا في غير مرة واحدة وسلم الأمر ولم يعارضه بجهل وحسد فقد ظفر وأنه سيقوم يوم البعث محشوراً في زمرة الفائزين ، ومتوجاً بتاج السلامة مع الناجين ، فلما توثقت بالمقال من حضرتي القرب والأجلال إنطلق مني لسان الحال محدثاً بالنعمة حيث قال شعراً :-
فأفهم ايها الحبيب والسالك الأديب ، وأمعن فكرك بالتسليم وطالع في هذا الكتاب العظيم فأني قد بنيته على السنه والكتاب والقول الصواب ، فإن عرض لك شئ مخالف لذلك ، فأنه من قصورك فراجع نفسك من هنالك ، وأعمل بما تفهمه على وفق ذلك وأترك ما ترددت فيه إلى أن يفتح الله لك لأن كل حقيقة لم تنل إلا بمتابعة الشريعة ، ولا تنكر عليّ منه ، بل توقف بكامل جهدك عنه ، ولا شك أن الأنكار يوجب للمنكر الحرمان بحيث لا يصل إلى ما أنكره ولو جهد نفسه فيه على ممر الأزمان ، ولذا كان عليه الصلاة والسلام يقول : ( من بلغه عني فضيلة فلم يصدق بها لم ينلها ) جعلنا الله وأياك من أول المسلمين ، وأدخلنا وأياك في حرزه الحصين ، والله على ما نقول وكيل ، وهو يهدي السبيل .
فهرست هذا الكتاب
(1) المشرق الأول تغرب شمسه الحسية في تسعة عيون معنوية ترجمته مشرق شمس ظهر بمقدمة الصدر المحكم في عالم الأنوار . مغارب شمسه الحسية في العيون المعنوية بملاحظة العلوم والأسرار :-
المغرب الأول : في عين العالم الانساني . وفيه من الفواصل علوم ذوقيه ودقيقة حقية .
المغرب الثاني : في عين أمير الأمراء العضوية . وفيه أسرار دقيقة ولطائف أسرار ونفائس عبارات .
المغرب الثالث : في عين الأمير الأجعي . وفيه لوامع هبات .
المغرب الرابع : في عين الأمير البجسي . وفيه بوارق منهيات .
المغرب الخامس :في عين الأمير الجدلي . وفيه رقائق عبارات .
المغرب السادس : في عين الأمير الديبي . وفيه ظرائف حقيات .
المغرب السابع : في عين الأمير الهجبي . وفيه نفائح فايحات .
المغرب الثامن : في عين الأمير الوجفي . وفيه ينابيع فيوضات .
المغرب التاسع : في عين الأمير الزجري . وفيه درر وعبارات .
(2) المشرق الثاني تغرب شمسه الحسيه في تسعة عيون معنوية ، ترجمته مشرق شمس بهر بأمر الحكيم المتصرف في عالم الأنوار ، مغارب شمسه الحسية في العيون المعنوية بملاحظة العلوم والأسرار :-
المغرب الأول : في عين التحريص على حفظ جميع العلامات العضوية . وفيه أسرار دقيقة ولؤلؤ عبارات وعلوم ذوقية .
المغرب الثاني : في عين بعض العلوم والأسرار من هذا الحمد المرقوم . وفيه نفائح ندية .
المغرب الثالث : في عين تقسيم الخلافة . وفيه القسم الأول . والقسم الثاني . والقسم الثالث .
المغرب الرابع : في عين مراتب سبق السعادة ونيل السيادة .وفيه المرتبة الأولى . والمرتبة الثانية . والمرتبة الثالثة . وفي كل مرتبة من المراتب بداية ووسط وغاية .
المغرب الخامس : في عين درجة الإسلام . وفيه لوامع أنوار وفيه حد في الشريعة . وحد في الطريقة وحد في الحقيقة .
المغرب السادس : في عين درجة الايمان . وفيه حد الشريعة . وحد في الطريقة . وحد في الحقيقة .وفيه بوارق أسرار وعلوم .
المغرب السابع : في عين درجة الاحسان . وفيه حد في الشريعة وحد في الطريقة . وحد في الحقيقة .
المغرب الثامن : في عين التجليات الالآهية . وفيه تحف أسرار ، وبارق ساطع .
المغرب التاسع : في عين تفسير ألفاظ من بعض مصطلح أهل الله رضي الله تعالى عنهم .
(3) المشرق الثالث تغرب شمسه الحسية في تسعة عيون معنوية . ترجمته مشرق شمس صعد باستدلال الأمير الحاكم في عالم الأنوار . مغارب شمسه الحسيه في العيون المعنوية بملاحظة العلوم والأسرار :-
المغرب الأول : في عين الفتح وإشتراك أهل النور والظلام فيه . وفيه منائح حقية .
المغرب الثاني : في عين العروج إلى السماء الدنيا . وفيه دقائق أذواق .
المغرب الثالث : في عين العروج إلى السماء الثانية . وفيه رقائق أنوار .
المغرب الرابع : في عين العروج إلى السماء الثالثة . وفيه لطائف حقية .
المغرب الخامس : في عين العروج إلى السماء الرابعة . وفيه علوم ذوقية .
المغرب السادس : في عين العروج إلى السماء الخامسة . وفيه شوارق أنوار .
المغرب السابع : في عين العروج إلى السماء السادسة . وفيه نفائس حقية .
المغرب الثامن : في عين العروج إلى السماء السابعة . وفيه منائح أسرار دقيقة وبوارق تبيين .
المغرب التاسع : في عين العروج إلى ما فوق السموات السبع . وفيه أسرار حقية
(4) المشرق الرابع . تغرب شمسه الحسية في تسعة عيون معنوية . ترجمته مشرق شمس نزل بموافقة الامام المحكم في عالم الأنوار . مغارب شمسه الحسيه في العيون المعنوية بملاحظة العلوم والأسرار :-
المغرب الأول : في عين ما في الطبقة الأولى من الأرض . وفيه أقوال صدقية .
المغرب الثاني : في عين الدخول في الطبقة الثالثة من الأرض . وفيه أقوال صدقية .
المغرب الثالث : في عين الدخول في الطبقة الثالثة من الأرض . وفيه أقوال صدقية .
المغرب الرابع : في عين الدخول في الطبقة الرابعة من الأرض . وفيه أقوال صدقية .
المغرب الخامس : في عين الدخول في الطبقة الخامسة من الأرض . وفيه أقوال صدقية .
المغرب السادس : في عين الدخول في الطبقة السادسة من الأرض . وفيه أقوال صدقية .
المغرب السابع : في عين الدخول في الطبقة السابعة من الأرض . وفيه أقوال صدقية .
المغرب الثامن : في عين الطواف بجميع البحار . وفيه ندرة أخبار ، ولامع تبيان ونابع أنوار .
المغرب التاسع : في عين خاتمة الكتاب بكيفية صفة خلوة المؤلف وغير ذلك من الأدعية المرجوة .
فأفهم يابني فأن هذه هي قاعدة الكتاب المبني عليها من أوله إلى آخره كما سيأتي . وقد كمل بجملته فان فيه أربعة مشارق وستة وثلاثين مغرباً . فما وجدته بواضح الخط في هذا الكتاب ، فأجهد نفسك في فهمه والعمل به ، وما وجدته بقلم لم تسهل لك قراءته فذلك بقلم لي أصطلحته وهو موقوف لأهل البصيرة والكشف فاجتهد في إخلاص العمل وحسن في الله الظن والأمل إلى أن تظفر بالكنوز وتحل أقفال الزمور .
المشرق الأول
تغرب شمسه الحسية في تسعة عيون معنوية
مشرق شمس ظهر بمقدمة الصدر المحكم في عالم الأنوار
مغارب شمسه الحسية في العيون المعنوية بملاحظة العلوم والأسرار
تغرب شمسه الحسية في تسعة عيون معنوية
مشرق شمس ظهر بمقدمة الصدر المحكم في عالم الأنوار
مغارب شمسه الحسية في العيون المعنوية بملاحظة العلوم والأسرار
المغرب الأول
في عين العالم الانســاني
أعلم أيها الإبن الطالب ، والسالك والراغب ، كشف عنا وعنك حجاب الغفلة والجهل ، ونور قلبنا بنور العلم والعمل فان من أعظم الصنع الرحماني وعظيم المباني ودقيق المعاني ، تصور هذا العالم الإنساني ، الترابي الجسماني ، خلقه الله تعالى من نطفة أمشاج ، وأختبره بالتكليف حيث بين له المنهاج ، وجعله سميعاً لما يرد عليه الآيات ، بصيراً للاثار الدالة على وجود صانعها بمشاهدة الدلائل المحكمات ، وأتقنه أحسن إتقان ، وجعل خلقته مستوية متناسية الأعضاء بجزيل الأمتنان ، وأحسن إليه إحساناً جميلاً وكرمه وحمله في البر والبحر ورزقه من الطيبات وفضله على كثير ممن خلقه تفضيلا ، فما كان في العوالم عالم أحسن منه صورة ، وأعدل منه خلقه ، فسبحان من اخترعه وأظهره ، وأوجد حسه الصادق بالذكر والأنثى حيث صوره فأحسن صوره .
علوم ذوقية بمشاهدة حقية . فأفهم أيها الإبن السعيد ، والعاقل الرشيد ، ان العلم علمان ، علم مشترك بين علماء الشريعة وعلماء الحقيقة . وعلم إنفرد به علماء الحقيقة بالأذواق والمشاهدات الدقيقة ، فالعلم المشترك بينهم هو الذي في الأوراق مرقوم ، فإنه يدرك بالدرس والمطالعة كما هو الأمر المعلوم . أما العلم المكتوم الذي إنفرد به أهل الهمم عن علماء الرسوم ، هو العلم الإلآهي الذي لم يرقم في الأوراق ولم يدرك إلا بالمشاهدات والأذواق . وأن أهل الذوق لا يتكلمون الا بحسب أذواقهم ، ولا يتعرضون إلا لما أدركوه بمذاقهم ، لأن كل عالم لا يتكلم عن الأشياء إلا بحسب علمه ، ولا يعبرها إلا بما يظهر له في فهمه ، وقد نبهتك على هذا لكوني أريد أن أتكلم في هذا الكتاب بذوقي وعلمي ، وأعبر بحسب مشاهداتي وفهمي ، وقد عاهدت بأني لا أنقل في هذا الكتاب من غيري نثراً ولا نظماً بل أتكلم فيه إلهاماً وعلماً ويكون كلامي على قدر ما يسعه الوقت ، حيث عبرت وفرقت والله هو المعين ، والفتاح المبين ، وقد برزت ما لغزته في هذه الأبيات من غامض مكنون أسرار هذه المعاني ، بما رمز في ذات هذا العالم الإنساني ، وقد قلت شعراً :-
علوم ذوقية بمشاهدة حقية . فأفهم أيها الإبن السعيد ، والعاقل الرشيد ، ان العلم علمان ، علم مشترك بين علماء الشريعة وعلماء الحقيقة . وعلم إنفرد به علماء الحقيقة بالأذواق والمشاهدات الدقيقة ، فالعلم المشترك بينهم هو الذي في الأوراق مرقوم ، فإنه يدرك بالدرس والمطالعة كما هو الأمر المعلوم . أما العلم المكتوم الذي إنفرد به أهل الهمم عن علماء الرسوم ، هو العلم الإلآهي الذي لم يرقم في الأوراق ولم يدرك إلا بالمشاهدات والأذواق . وأن أهل الذوق لا يتكلمون الا بحسب أذواقهم ، ولا يتعرضون إلا لما أدركوه بمذاقهم ، لأن كل عالم لا يتكلم عن الأشياء إلا بحسب علمه ، ولا يعبرها إلا بما يظهر له في فهمه ، وقد نبهتك على هذا لكوني أريد أن أتكلم في هذا الكتاب بذوقي وعلمي ، وأعبر بحسب مشاهداتي وفهمي ، وقد عاهدت بأني لا أنقل في هذا الكتاب من غيري نثراً ولا نظماً بل أتكلم فيه إلهاماً وعلماً ويكون كلامي على قدر ما يسعه الوقت ، حيث عبرت وفرقت والله هو المعين ، والفتاح المبين ، وقد برزت ما لغزته في هذه الأبيات من غامض مكنون أسرار هذه المعاني ، بما رمز في ذات هذا العالم الإنساني ، وقد قلت شعراً :-
فتنبه أيها الطالب لما لغزته وفك طلاسم ما رمزته وأعلم بان العالم الإنساني هو العالم الأصغر ، وسمي إنساناً من حضرة القائل ( هل أتي على الإنسان حين من الدهر ) فنعمت صنعه أتقنها صانعها وأبدعها ووسمها بعد ما صنعها . فإن لله سبحانه وتعالى عوالم لا يحيط بها علم ولا يدركها فهم ، وقد حجبها عن خلقه وأظهر منها بعضاً لمن رفع عنه الحجاب بحسب معاملته وصدقه وأبدع هذا العالم الأصغر ، وطوى فيه العالم الأكبر ، فإن الإنسان إذا فتح الله بصيرته يرى جميع ما في الكون من نفسه ويجد نظير كل ما في العالم الأكبر في ذاته ولكن لم تتأت معرفة ذلك إلا لصاحب فتح صحيح ، وكشف صريح . لأن الحقيقة الإنسانية دقيق مبناها ، ولطيف معناها ، فما كل وليّ يرقى إلى سماء حقائقها ويطلع على لطائف دقائقها ، بل كل منهم يطلع على ما فيها بقدر ما يعطيه مقامه ، ويمنحه به فاطره وعلامه ، وقد إجتمعت ذات ليلة في الحرم المدني مع باب مدينة العلم ، وبرنامج خزائن أسرار الفهم ، سيدي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فجئته خاضعاً ذليلاً ، مصحباً أدباً جميلاً ، وسلمت عليه ، وقبلت يديه ، فردّ عليّ السلام ، وأجزل لي الإحترام ، فأستأذنته للسؤال ، فأذن لي في المقال ، فسألته عن دقائق علوم خفية وبعض اسرار حقية ، فأفادني بحسب فهمي ، وفي آخر المجلس أدخل لي سيرة الحقيقة الإنسانية ، وأطال في الكلام إلى أن قال لي : فان في الحقيقة الإنسانية ، أسرار خفية ، إذا أطلع الله سبحانه وتعالى كل إنسان بما في ذاته من أسرار الله تعالى ، لما أحبت نفسه التقرب إلى الله تعالى بأعظم من نظرة إليها ومن أقل ذلك أن كل شئ في العالم الكبير يوجد نظيره في العالم الإنساني وصاحب الحقيقة المفتوح عليه وهو الكامل يشاهد ذلك كله ويعرف أين البر من ذاته وأين البحر وأين الجبال وأين الشجر وأين البيت المعمور ، وأين الكتاب المسطور ، ويعرف حظ نفسه من ذلك كله ثم بين لي من الأسرار ما لا أستطيع بثه في هذا الوقت فلما طهر الله مني السريرة وحد لي عين البصيرة ، شاهدت جميع ما أخبرني به من نفسي مشاهدة تحقيق ، وكشف وتدقيق ، وقد نبسط من هذا نزراً إن شاء الله تعالى في المغرب الثاني من هذا المشرق وهو الآتي بعد هذا ، تقريباً للافهام وترغيباً لأهل الأهتمام .
دقيقة حقيه من مشاهد ذوقية : فأفهم يا بني أن أصل هذا العالم من التراب صنع ، وبدقائق الحكمة أبدع ، قال تعالي ( فانا خلقناكم من تراب ) وقال أيضاً ( إنا خلقنا الأنسان من نطفة أمشاج ) . فالآية الأولي يعود معناها إلى الأب الأول الذي هو آدم عليه السلام ، كم علم من قوله تعالى ( كمثل آدم خلقه من تراب ) وهذا التراب هي القبضة التي خلقها الله تعالى من جميع الأرض ، وعن أبي داوؤد والترمزي وغيرهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال ( أن الله تعالى خلق آدم من قبضة خلقها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض . جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك ، والسهل والحزن والخبيث والطيب وبين ذلك ، ) . فعلم من هذا أن أصل جميع الآدميين من التراب . وأما السبب في إيجاد الجواهر التي تركبت منها أجسامهم المحسوسة المتغذية فشيئأ ليجعل الله عز وجل المناسبة بينهما لبليغ حكمته وواسع رحمته فيحصل الأختلاط والإمتزاج فتنتج منهما التوالد ، فان الوجود كله هكذا يتولد من بين أمرين كما في إيجاد الولد من الرجل والمرأة ، وذلك معلوم من قوله تعالى ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج ) فالنطفة هي المني والأمشاج إختلاط ماء المرأة والرجل . فما سلم من الاستغراق في هذه الآيه وعمومها الا الأب الأول والأم الأولى وعيسى بن مريم عليه صلوات الله تعالى وسلامه على نبينا وعليهم .فاذا فتح الله عين بصيرة عبده عرف تولد جميع الوجود كهذا وأطلع على ما أودع في هذا العالم الإنساني وشاهده من نفسه ولم تتأت معرفة ذلك إلا لصاحب سابقة كامل ، وعارف شامل مما تركناه خوف التطويل ، فلو أردنا الكلام على بعض ما أودع في هذه الحقيقة الإنسانية مما من الله به علينا بمنته الإحسانية ، لاحتجنا إلى مجلدات كثيرة ، وأوراق غزيرة ، والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل
المغرب الثاني
في عين أمير الأمـراء العضويــة ( القلب )
أعلم أيها الإبن الموافق والسالك الصادق . أن لكل إنسان امراء في ذاته ، ورعية بالنسبة له ، فيتحصل منها عمل معاصيه وطاعاته ، وقد أودعها الله تعالى فيه ، وأختبره بالتكاليف الواقعة عليها لينظره هل يفوز بأداء الأمانة ، أو يخذل بأظهار الخيانة . فعدد هؤلاء الأمراء سبعة على ما عليه علماء الشريعة ، أو ثمانية على ما عليه علماء الحقيقة ، غير أن هذا الأمير الثاني ، هو أميرهم الأعلى وخليفتهم المعلى الذي أوجبوا عليه طاعته قولاً وفعلاً ، وسيكون تكلمنا عليهم بحسب مراتبهم في أصل مغاربهم ، وقد نبدأ أولاً بأمير الأمراء ، صاحب الرفعة والسناء ، لكون السبعة الباقية هم عماله ، وهو خارج منهم عن أصل مراتبهم في قاعدتنا المصطلحة هنا ، كما وجب عليهم أتباعه وأمتثاله.
فأفهم يا بني أنبتك الله أحسن نبات ، وطهر قلبك من جميع الرعونات ، أن هذا الأمير هو الخليفة المتولي ، الذي بخلقه حلى القهر متحلي ، صاحب الأمر والتدبير ، والتحرييك والتدوير ، لا يفعل أحد من عماله شيئاً إلا بأمره في سائر أحواله ، هو محل الهدى والضلال ، والثبات والزلزال ، قد أقامه الحمن بين أصبعيه ، وقذف فيه أحد أمريه ، فإن جعله محلاً للهدى ، أقامه ورفع أعلامه ، وأن جعله محلاً للضلال أزاغه ، وحوزه من الشيطان انزاغه ، فسماه الحق قلباً لتقليبه ، وأحل فيه بديع ترهيبه وترغيبه ، فصلاحه صلاح جميع الجسد ، وبفساده فساده إلى الأبد ، وقد ورد في الخبر عن سيد البشر . ( أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب . ) فبهذا علم بأنه رئيس الجسد كله ، وجميع الأعضاء تحت أمره ونهيه ، فان كل أمر يهم به الإنسان إن كان طاعة وإن كان معصية يحل أولاً في قلبه فإذا عزم القلب على إمضائه نظر إلى أحد الأمراء التي هي الجوارح القائمة بجميع الأفعال ، فيقوم الأمير القائم بذلك الأمر فيمضيه . فإذا كان خيراً يحصل له فيه الثواب ، وإذا كان شراً يحصل له فيه العقاب ، فإن أصل الأمور التي يقع بسببها الثواب والعقاب ، الصادرة من الجوارح فإنها من القلب لأنه هو مقر الإهتمام بالشئ ومحل العزم على إمضائه . فإذا لم يكن إهتمام ولا عزم فلا يصدر أمر من عضو أبداً . فلما علم الحكيم الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام من الملك الخالق ، أن عمل القلب هو أصل الأعمال ، ومنه أبداء صدور جميع الأفعال ، نبه في المقال ، وأبدع وقال : ( إذا همّ العبد بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة . فإن عملها كتبت عشرة . وإن همّ بسيئة فعملها ، كتبت سيئة فإن لم يعملها لم تكتب شيئاً ... الخ ) فعلمنا من هذا بعضنا من سر سبق الرحمة الغضب كما في حديث ( سبقت رحمتي غضبي ) . فبذا يعلم أن الأشياء كلها ناشئة عن القلب ، صادرة من الأعضاء بنظره اليها ، فإذا هم بأمر وعزم على امضائه نظر إلى الجارحة الموقوف عليها ذلك الأمر فتتحرك به وتمضيه ، ولذا فإن الأنسان لا يؤاخذ إلا بما هم به قلبه ، وأما بمجرد الفعل من غير عزم من القلب فإنه معفو عنه كما في النظرة الأولى للأجانب وما يقع في حالة النوم والسهو والغفلة وغير ذلك . ولذا حث الأكابر على العزم على أفعال الخير والأهتمام بها ، لأن النية هي رأس العمل ، وقد يبعث الناس على قدر نياتهم ، وإنما الأعمال بالنيات ، فخير النية ما وافقت الأتباع ، وشر النية ما وافقت الأبتداع ، ومن هذه المعاني يفهم سر قوله عليه الصلاة والسلام : ( نية المؤمن خير من عمله ، ونية الكافر شر من عمله . ) فالعاقل يا بني لم يزل مهتماً بأعمال الخيرات ، عازماً على أفعال الطاعات . لاهياً عن إرتكاب المحرمات ، منخلعاً عن الإهتمام بها في جميع اللحظات ، منحنى الله وأياك رضاه ووفقنا إلى ما يحبه ويرضاه . آمين .
أسرار دقيقة من علوم الحقيقة : فأفهم أيها الإبن السالك قويم المسالك فإذا صدقت نيتك ، وطهرت سريرتك ، وقد علم الله سبحانه وتعالى صدق عزمك في الطاعات ، وإهتمامك بأفعال الخيرات ، فأنه يزجي سحاب عنايتك ، ثم يؤلف بينه بموافقته لهدايتك ، ثم يجعله في أركان قلبك ركاماً لتطهير سريرتك ، فترى حينئذ الودق الذي هو كامن فيه لأجل تطهيره من الخواطر النفسية ، والظلمة الطبيعية ، فاض سيب فيضه ، من يم أرضه ، فلم يزل يخرج من خلاله لصلاحية ظواهره وأحواله ، فبذا يستوي ظاهرك وباطنك في الصقالة واللطاقة ، لحمل أسرار الله سبحانه وتعالى ، وقد يسمى قلبك حينئذ قلباً على الحقيقة ويكون هو المشار إليه في حديث : ( ما وسعني أرضي ولا سماءي ووسعني قلب عبدي المؤمن ) فمن حيث أنه وسع القديم ، لا يحس بالحادث العديم ، فعند ذلك يكون معموراً في جميع الأحوال ، قابلاً للتنزيل الذاتي بلا إختلال ، فيجعله الله بيتاً لأسراره ومحلاً لأنواره ، وكعبة لحجاجه وزواره ، وبيتاً معموراً بمن يدخله من ملائكته وأخياره ، فمن هذا التقييد علمنا أن الحق سبحانه وتعالى لا يسعه إلا الحق بمثابة التقييد بالمؤمن فإن كل قلب لم يسع الحق وإنما الذي يسعه قلب عبده المؤمن . وفي هذا المقام لطائف أسرار ولوامع علوم وأنوار . فأفهم يا بني أن العبد الذي قصده الحق سبحانه وتعالى هو الذي تحقق بمقام العبودية ، حتى أشرقت في ذاته شمس أسرار الربوبية ، فصار مظهراً من مظاهر الحق سبحانه وتعالى فلا يرى في الكون فعلاً إلا فعل الله ، ولا وصفاً ولا موجوداً إلا وصف الله ووجوده ، حيث أنه انسلخ من بشريته فلم يشهد لنفسه فعلا ولا وصفاً ولا وجوداً لتحققه بمقام عبوديته فيشهد كل شي صادر منه أن الفاعل له هو الله سبحانه وتعالى ، وهذا المقام هو مقام إتمام الكرامة من الخالق إلى عبيده بفعله الأشياء ونسبتها إليهم . وقد يتحقق بمعنى سر قوله تعالى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) . فعلمنا أن خرق العوائد والكرامات التي تقع من الأولياء وإن كانت في ظاهر الحال منهم فهي في باطنه من الحق جل جلاله وقد أكرمهم الله سبحانه وتعالى بها لأجل تحققهم بهذا المقام اللطيف وسره الظريف ، فإذا منّ الله سبحانه وتعالى على أحد من عبيده بالتحقق به فقد أوصله إليه . ومنحه القرب لديه . وسلك به أعظم منهاج ، وأذن له في المعراج ، لأن العروج إلى الحضرة الرحمانية لم يحصل إلا لمن تحقق بمقام العبودية ، كما وقع للحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم ، فما حصل له العروج إلى حضرة ربه إلا من باب عبوديته مطلقا ولذا أخبر الصادق الحكيم في كتابه الكريم ، حيث قال ( سبحان الذي أسرى بعبده ) فذكره من باب عبوديته مطلقاً حيث لم يقل بحبيبه ولا برسوله ، فان الرسول عليه السلام هو الموروث الذي ورث أمته هذه المقامات ، وبلغوا بها أمل الدرجات ، فما حصل له العروج إلا من باب العبودية ، ومن أين للوارثين أن يحصل لهم العروج إلى حضرة ربهم من غير الباب الذي هو دخل به مع أن عروجه أعظم من كل عروج كان بحيث ان لم يصل إليه نبي مرسل ولا ملك مقرب ، وقد حصل له بجسمه الشريف . وأما عروج الأولياء رضي الله تعالى عنهم إلى حضرة الحق انما هو بالروح لا غير وسيأتي الكلام على معراجهم إن شاء الله تعالى في المغرب الثاني من المشرق الثالث .
نفائس عبارات في بعض الكرامات : فأفهم يا بني وأظفر بهذا المقام ، وأخلع عنك مقام الشرك والأوهام ، وسلم نفسك إلى مولاك ، وألزم أدب أهل الحقيقة لنيل مناك ، فمن كانت هكذا حالته ، فعندنا هو الإبن الموافق ، والسالك الصادق ، والمريد الفالح ، الذي تنتج له المصالح ، لأنه تخلق بأوصاف عبوديته ، حتى أمده الرب بأوصاف ربوبيته ، فكان له تعالى سمعاً وبصراً ويداً ورجلاً فصار هو مظهراً من مظاهر الحق جل وعلا يبطش بالحق ويفعل بالحق ، ويسمع الحق بالحق ، فقد كمل مراتب الإيمان ، وفاز بدرجات الإحسان ، حتى وصفه الحق بصفته حيث سماه مؤمناً ، لأن المؤمن هو الله فوسع قلبه الحق جلا وعلا ، مع منافاة الحلول لأن الحلول في الأمكنة والجهات يستحيل في حق الجليل ، وإنما وسعه بإعتبار نظره إليه وتطهيره من جميع الرعونات والأكدار والظلمات وجعله بيتاً لأسراره ، ومقراً لأنواره ، وخزانة لعلومه ، وأورثه كبيراً من معلومه ، فكان واسعاً بهذا الإعتبار ، فلو جمع العالم بأسره علويه وسفليه ، من أرضه وسمائه وعرشه وكرسيه ووضع في طبقة من طبقة لما ملأها ، لأنه وسع القديم فلا يحث بوجود الحادث فيه أصلاً ، فان القلب الذي يكون كهذا فهو قلب على الحقيقة وصاحبه هو العبد المؤمن الذي يعبر عنه بالعارف الكامل الذي يرى ويعرف كامل ما أودع فيه وفي العالم الأكبر من أسرار الله سبحانه وتعالى ، ويعرف حظ نفسه من النظائر التي تقابل جميع ما أودع في العالم الأكبر . فيعرف من نفسه الكعبة من أين هي فيه ، وينظر الطائفين بها ، وينظر القدس والمدينة المنورة والبر والبحر والجبال والشجر والسهل والوعر والفضاء والدور والأرض والسماء والأفلاك والكواكب والعرش والكرسي والبيت المعمور والملائكة الذين يدخلون فيه ثم لا يعودون إليه والأمير والجنود والرعية والمهدي والختم والدجال وياجوج وماجوج وجميع شروط قيام الساعة ، ويعرف من ذلك ساعته وشروطها ونفخة الصعقة ونفخة البعث وصراطه وميزانه والجنة والنار وغير ذلك مما لا يحصر ، وكل ذلك في ذاته ، فيميز العارف المذكور جميع هذه الأشياء من نفسه ويعرف حظ نفسه منها ، وغير هذا مما تركناه خوف التطويل . فهذه كلها من الكرامات التي خص بها هذا القلب ، وكل كرامة تحصل لأي جارحة كانت من الجوارح السبعة فإنها ترجع إلى القلب ، لأن أصل تأسيسها منه فإنه هو الرئيس والأمير والخليفة الكبير ، ومابقى من الأعضاء فإنها تحت أمره ونهيه وسنتكلم على هؤلاء الأمراء بافرادهم من الأول منهم بمصطلح لغزته بطلسم سر في الجميع رمزته ، وسنبدأ بأول الأمراء المذكورة بعون الملك الجليل والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
أسرار دقيقة من علوم الحقيقة : فأفهم أيها الإبن السالك قويم المسالك فإذا صدقت نيتك ، وطهرت سريرتك ، وقد علم الله سبحانه وتعالى صدق عزمك في الطاعات ، وإهتمامك بأفعال الخيرات ، فأنه يزجي سحاب عنايتك ، ثم يؤلف بينه بموافقته لهدايتك ، ثم يجعله في أركان قلبك ركاماً لتطهير سريرتك ، فترى حينئذ الودق الذي هو كامن فيه لأجل تطهيره من الخواطر النفسية ، والظلمة الطبيعية ، فاض سيب فيضه ، من يم أرضه ، فلم يزل يخرج من خلاله لصلاحية ظواهره وأحواله ، فبذا يستوي ظاهرك وباطنك في الصقالة واللطاقة ، لحمل أسرار الله سبحانه وتعالى ، وقد يسمى قلبك حينئذ قلباً على الحقيقة ويكون هو المشار إليه في حديث : ( ما وسعني أرضي ولا سماءي ووسعني قلب عبدي المؤمن ) فمن حيث أنه وسع القديم ، لا يحس بالحادث العديم ، فعند ذلك يكون معموراً في جميع الأحوال ، قابلاً للتنزيل الذاتي بلا إختلال ، فيجعله الله بيتاً لأسراره ومحلاً لأنواره ، وكعبة لحجاجه وزواره ، وبيتاً معموراً بمن يدخله من ملائكته وأخياره ، فمن هذا التقييد علمنا أن الحق سبحانه وتعالى لا يسعه إلا الحق بمثابة التقييد بالمؤمن فإن كل قلب لم يسع الحق وإنما الذي يسعه قلب عبده المؤمن . وفي هذا المقام لطائف أسرار ولوامع علوم وأنوار . فأفهم يا بني أن العبد الذي قصده الحق سبحانه وتعالى هو الذي تحقق بمقام العبودية ، حتى أشرقت في ذاته شمس أسرار الربوبية ، فصار مظهراً من مظاهر الحق سبحانه وتعالى فلا يرى في الكون فعلاً إلا فعل الله ، ولا وصفاً ولا موجوداً إلا وصف الله ووجوده ، حيث أنه انسلخ من بشريته فلم يشهد لنفسه فعلا ولا وصفاً ولا وجوداً لتحققه بمقام عبوديته فيشهد كل شي صادر منه أن الفاعل له هو الله سبحانه وتعالى ، وهذا المقام هو مقام إتمام الكرامة من الخالق إلى عبيده بفعله الأشياء ونسبتها إليهم . وقد يتحقق بمعنى سر قوله تعالى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) . فعلمنا أن خرق العوائد والكرامات التي تقع من الأولياء وإن كانت في ظاهر الحال منهم فهي في باطنه من الحق جل جلاله وقد أكرمهم الله سبحانه وتعالى بها لأجل تحققهم بهذا المقام اللطيف وسره الظريف ، فإذا منّ الله سبحانه وتعالى على أحد من عبيده بالتحقق به فقد أوصله إليه . ومنحه القرب لديه . وسلك به أعظم منهاج ، وأذن له في المعراج ، لأن العروج إلى الحضرة الرحمانية لم يحصل إلا لمن تحقق بمقام العبودية ، كما وقع للحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم ، فما حصل له العروج إلى حضرة ربه إلا من باب عبوديته مطلقا ولذا أخبر الصادق الحكيم في كتابه الكريم ، حيث قال ( سبحان الذي أسرى بعبده ) فذكره من باب عبوديته مطلقاً حيث لم يقل بحبيبه ولا برسوله ، فان الرسول عليه السلام هو الموروث الذي ورث أمته هذه المقامات ، وبلغوا بها أمل الدرجات ، فما حصل له العروج إلا من باب العبودية ، ومن أين للوارثين أن يحصل لهم العروج إلى حضرة ربهم من غير الباب الذي هو دخل به مع أن عروجه أعظم من كل عروج كان بحيث ان لم يصل إليه نبي مرسل ولا ملك مقرب ، وقد حصل له بجسمه الشريف . وأما عروج الأولياء رضي الله تعالى عنهم إلى حضرة الحق انما هو بالروح لا غير وسيأتي الكلام على معراجهم إن شاء الله تعالى في المغرب الثاني من المشرق الثالث .
نفائس عبارات في بعض الكرامات : فأفهم يا بني وأظفر بهذا المقام ، وأخلع عنك مقام الشرك والأوهام ، وسلم نفسك إلى مولاك ، وألزم أدب أهل الحقيقة لنيل مناك ، فمن كانت هكذا حالته ، فعندنا هو الإبن الموافق ، والسالك الصادق ، والمريد الفالح ، الذي تنتج له المصالح ، لأنه تخلق بأوصاف عبوديته ، حتى أمده الرب بأوصاف ربوبيته ، فكان له تعالى سمعاً وبصراً ويداً ورجلاً فصار هو مظهراً من مظاهر الحق جل وعلا يبطش بالحق ويفعل بالحق ، ويسمع الحق بالحق ، فقد كمل مراتب الإيمان ، وفاز بدرجات الإحسان ، حتى وصفه الحق بصفته حيث سماه مؤمناً ، لأن المؤمن هو الله فوسع قلبه الحق جلا وعلا ، مع منافاة الحلول لأن الحلول في الأمكنة والجهات يستحيل في حق الجليل ، وإنما وسعه بإعتبار نظره إليه وتطهيره من جميع الرعونات والأكدار والظلمات وجعله بيتاً لأسراره ، ومقراً لأنواره ، وخزانة لعلومه ، وأورثه كبيراً من معلومه ، فكان واسعاً بهذا الإعتبار ، فلو جمع العالم بأسره علويه وسفليه ، من أرضه وسمائه وعرشه وكرسيه ووضع في طبقة من طبقة لما ملأها ، لأنه وسع القديم فلا يحث بوجود الحادث فيه أصلاً ، فان القلب الذي يكون كهذا فهو قلب على الحقيقة وصاحبه هو العبد المؤمن الذي يعبر عنه بالعارف الكامل الذي يرى ويعرف كامل ما أودع فيه وفي العالم الأكبر من أسرار الله سبحانه وتعالى ، ويعرف حظ نفسه من النظائر التي تقابل جميع ما أودع في العالم الأكبر . فيعرف من نفسه الكعبة من أين هي فيه ، وينظر الطائفين بها ، وينظر القدس والمدينة المنورة والبر والبحر والجبال والشجر والسهل والوعر والفضاء والدور والأرض والسماء والأفلاك والكواكب والعرش والكرسي والبيت المعمور والملائكة الذين يدخلون فيه ثم لا يعودون إليه والأمير والجنود والرعية والمهدي والختم والدجال وياجوج وماجوج وجميع شروط قيام الساعة ، ويعرف من ذلك ساعته وشروطها ونفخة الصعقة ونفخة البعث وصراطه وميزانه والجنة والنار وغير ذلك مما لا يحصر ، وكل ذلك في ذاته ، فيميز العارف المذكور جميع هذه الأشياء من نفسه ويعرف حظ نفسه منها ، وغير هذا مما تركناه خوف التطويل . فهذه كلها من الكرامات التي خص بها هذا القلب ، وكل كرامة تحصل لأي جارحة كانت من الجوارح السبعة فإنها ترجع إلى القلب ، لأن أصل تأسيسها منه فإنه هو الرئيس والأمير والخليفة الكبير ، ومابقى من الأعضاء فإنها تحت أمره ونهيه وسنتكلم على هؤلاء الأمراء بافرادهم من الأول منهم بمصطلح لغزته بطلسم سر في الجميع رمزته ، وسنبدأ بأول الأمراء المذكورة بعون الملك الجليل والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
المغرب الثالث
في عين الأمير الأجــــعي ( البصر (
أعلم إيها الإبن السعيد ، صرف الله بصرك إلى ما يبلغك جنة القرب والتأييد ، أن هذا أمير أجع ، كوكب فلكه طلع ، وسره سطع ، ونوره لمع ، في عالمه إتسع ، هو الأمير المسمى بالبصر ، المعدود للنظر ، في عالم الأثر ، هو أحد عمال الخليفة الكبير ، وأول أمراء الأمير الشهير ، له شأن عظيم في مقامه ، وتصرف بديع في عالم أعلامه ، إذ به تقع المشاهدة القائدة إلى التفكير وتنوعات المجاهدة ، فطوبى لمن صرفه في مطالعة المصنوعات ، فنظر أولا إلى نفسه ثم الى العوالم العلويات والسفليات
فأفهم يا بني أن العبد لا يسمي صاحب بصر على الحقيقة حتى يكون حتى يكون صارفاً بصره فيما أباحه الحق سبحانه وتعالى له ، والحكيم المجاهد لم يهمله لإستماع بالمباح فضلاً عن الحرام والمكروه وإنما يصرفه في الواجب والمندوب ومشاهدة علام الغيوب ، فلما علم الحكيم الخلاق صعوبة صونه نبه صاحبه لأجل عونه حيث قال ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) : فإن العبد اذا غض بصره من المحرمات وصرفه في مطالعة المصنوعات ، فإن الله سبحانه وتعالى قادر على مجازاته واكرامه ورفع جداره واعلامه ، فإنه يكرمه إن شاء بكرامات تخصه في مقامه بما ناله بحفظ هذا العضو المذكور ، وصرفه إلى ما يؤدي إلى مشاهدة الملك الصبور
لوامع هبات من بعض الكرامات : فأفهم يا صاحب البصر ، ومشاهد الأثر ، فإنك إذا وقفت بهذا العضو في المحدود وأقمت به موازين الحدود فقد يظهر لك الله تعالى فيه من لوامع الهبات عدة كرامات ، فإنك تشاهد به على التحقيق واليقين أصناف المتروحنين من الآدميين وبعض الروحانيين ومن يقصدك للزيارة قبل أن يصلك والكعبة إن احتجت لها لأجل الصلاة . وغير ذلك . ولا يبتليك الله سبحانه وتعالى فيه بوقوعه فيما نهاك عنه وإنما يوفقك على صرفه في والنظر إلى ما تحتاج له من حوائج الدنيا والآخرة . والنظر إلى المصاحف وكتب الحديث والفضلات في حالة الوضوء لأجل أن تغسلها بالماء ، وغير ذلك . فإن نعمة البصر هي من أكبر النعم التي أنعم الله بها على عبيده فأولى لك يا بني أن تحفظه لتفوز بما ذكرته لك وتبلغ بذلك أملك والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
لوامع هبات من بعض الكرامات : فأفهم يا صاحب البصر ، ومشاهد الأثر ، فإنك إذا وقفت بهذا العضو في المحدود وأقمت به موازين الحدود فقد يظهر لك الله تعالى فيه من لوامع الهبات عدة كرامات ، فإنك تشاهد به على التحقيق واليقين أصناف المتروحنين من الآدميين وبعض الروحانيين ومن يقصدك للزيارة قبل أن يصلك والكعبة إن احتجت لها لأجل الصلاة . وغير ذلك . ولا يبتليك الله سبحانه وتعالى فيه بوقوعه فيما نهاك عنه وإنما يوفقك على صرفه في والنظر إلى ما تحتاج له من حوائج الدنيا والآخرة . والنظر إلى المصاحف وكتب الحديث والفضلات في حالة الوضوء لأجل أن تغسلها بالماء ، وغير ذلك . فإن نعمة البصر هي من أكبر النعم التي أنعم الله بها على عبيده فأولى لك يا بني أن تحفظه لتفوز بما ذكرته لك وتبلغ بذلك أملك والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
المغرب الرابع
في عين الأمير البجســـي ( السمع )
أعلم أيها الإبن الموافق ، والسالك الصادق متعك الله بسمعيك وأحال نفعهما عليك . أن هذا أمير يحس ، كوكب فلكه انبجس ، رفع القبس ، تبلج عن الغلس ، أدرك الهمس ، من كل ذي نفس ، فهو الأمير المسمى بالسمع ، عند كل مستمع ، هو ثاني عمال الخليفة صاحب الأخلاق الظريفة ، فان له في عالمه التعريف العام وأسمى مقام.
فأفهم يا بني ان العبد لا يسمى صاحب سمع على الحقيقة حتى يصرفه فيما أمره الله سبحانه وتعالى بصرفه فيه ، كإستماع القرآن الكريم وحديث الرسول الكريم والأوامر والنواهي والعلم وما يملى في مجالس الأولياء رضي الله عنهم ، والعلماء العاملين وما يفيد مصلحة في أمر الدين والدنيا ، ولا يسمع به ما حرمه الله سبحانه وتعالى من الفحش والملاهي ، والغيبة والنميمة والسب والبهتان والكذب وغير ذلك ، لأن كل مستمع يلحقه ما يلحق المتكلم ولذا ورد في الخبر عن سيد البشر ، ( أن المستمع شريك القائل ).
بوارق منهيات لذكر بعض الكرامات : فإنك أيها الإبن الموافق إذا صرفت سمعيك فيما أمرك الحق سبحانه وتعالى بصرفهما فيه وتنحيت عن كل ما نهاك ، فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يكرمك بكرامات تخصك في مقام صرفك لهما فيما أمرك به ، فتسمع نطق الجمادات ومخاطبة الأموات ، وتفهم حقائق معاني القرآن عند سماعك له ، وإجابة الحق البشري لك فلا تحجبك عن السماع المسافة ولا الغلظ ولا الكثافة ، فتظهر لك علامة ذلك ، فحينئذ يكتمل لك مقام الميراث النبوي فلم تزل فاهماً حقائق ما تسمعه بغير إلتباس . وفي هذا المقام كثير من الأولياء يسمعون رد سلام الرسول عليه الصلاة والسلام على من سلم عليه وهو في قبره ولا سيما عند سلامهم له في حالة المواجهة إذا جاءوا للذيارة فإنهم يسمعون رد سلامه لهم ويخاطبونه ويخاطبهم ويبشرهم بأعظم بشارات وبأكبر مقامات كما وقع لنا في مواجهتنا ولله المنة على ذلك إنه صاحب عطاء جميل ، والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
فأفهم يا بني ان العبد لا يسمى صاحب سمع على الحقيقة حتى يصرفه فيما أمره الله سبحانه وتعالى بصرفه فيه ، كإستماع القرآن الكريم وحديث الرسول الكريم والأوامر والنواهي والعلم وما يملى في مجالس الأولياء رضي الله عنهم ، والعلماء العاملين وما يفيد مصلحة في أمر الدين والدنيا ، ولا يسمع به ما حرمه الله سبحانه وتعالى من الفحش والملاهي ، والغيبة والنميمة والسب والبهتان والكذب وغير ذلك ، لأن كل مستمع يلحقه ما يلحق المتكلم ولذا ورد في الخبر عن سيد البشر ، ( أن المستمع شريك القائل ).
بوارق منهيات لذكر بعض الكرامات : فإنك أيها الإبن الموافق إذا صرفت سمعيك فيما أمرك الحق سبحانه وتعالى بصرفهما فيه وتنحيت عن كل ما نهاك ، فإن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يكرمك بكرامات تخصك في مقام صرفك لهما فيما أمرك به ، فتسمع نطق الجمادات ومخاطبة الأموات ، وتفهم حقائق معاني القرآن عند سماعك له ، وإجابة الحق البشري لك فلا تحجبك عن السماع المسافة ولا الغلظ ولا الكثافة ، فتظهر لك علامة ذلك ، فحينئذ يكتمل لك مقام الميراث النبوي فلم تزل فاهماً حقائق ما تسمعه بغير إلتباس . وفي هذا المقام كثير من الأولياء يسمعون رد سلام الرسول عليه الصلاة والسلام على من سلم عليه وهو في قبره ولا سيما عند سلامهم له في حالة المواجهة إذا جاءوا للذيارة فإنهم يسمعون رد سلامه لهم ويخاطبونه ويخاطبهم ويبشرهم بأعظم بشارات وبأكبر مقامات كما وقع لنا في مواجهتنا ولله المنة على ذلك إنه صاحب عطاء جميل ، والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
المغرب الخامس
في عين الأمـير الجدلـــي( اللسان )
أعلم أيها الإبن السالك ،والحبيب الناسك ، حفظ الله لسانك وعلى صونه أعانك ، إن هذا هو أمير جدل ، كوكب فلكه نزل ، نوره إشتعل وتبين وأكتمل ، في كرسي عالمه حصل ، هو الأمير المسمى باللسان ، صاحب النطق والألحان ، هو ثالث العمال وترجمان الحقيقة في المقال ، فإن له بديع التصريف في عالمه الشريف .
فأفهم يا إبن الهدى ، الطالب للإهتداء . ان اللسان داؤه شديد ، وشره مزيد ، فإن بليته أصعب من بلية أي عضو كان ، فإن حصائد الألسنة يكب الناس على مناخرهم في النار ، ولذا كان عليه الصلاة والسلام يقول ( وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ) لأن اللسان هو الترجمان المبلغ الخير والشر لكل إنسان ، فإن العبد لا يقال إنه صاحب لسان على الحقيقة إلا إذا صرفه فيما أمره الله سبحانه وتعالى بصرفه فيه كالذكر وتلاوة القرآن وبما يفيد مصلحة دينية أو دنيوية ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والمواعظ والقول الحسن والكلام الطيب ، وإلى غير ذلك مما ينتج له مصالح في الدنيا والآخرة ويصونه عما نهاه عنه سبحانه وتعالى ، كالكذب والغيبة والنميمة والمراء والجدال وخلف الوعد والتزكية للنفس والغش والمكر والخديعة واللعن والحديث الباطل والسخرية والمرح والقول الفاحش وغير ذلك . لأن كل إنسان لا يخلو مما ذكرناه إلا من حفه الله سبحانه وتعالى برعايته وأدخله في سلك هدايته ، فإن العبد إذا وفقه مولاه إلى حفظ هذا العضو عما عنه نهاه فإنه يفوز ويجوز ، فطوبى لمن وفقه ربه للطاعة وزوده بأنفع بضاعة .
رقائق عبارات من بعض الكرامات : فأفقه يا ذا اللب السليم ، والحال المستقيم ، إن العبد إذا صرف لسانه فيما أمره به الشارع من المدود ، وأقام به موازين الحدود ، فقد تظهر له بعض العلامات ويكرمه الله تعالى في مقام صرفه بأنواع الكرامات ، فإنه يكون مكالماً للعالم العلوي بأ نواع المكالمات ، ويخبر بالأمور والمغيبات ، ويحصل له إنفعال الأشياء على لسانه بين الكاف والنون ، إذا أراد شئياً وقال له كن فإنه بإذن الله تعالى يكون ، ويوفقه مولاه على رطوبة لسانه بذكر الله ولا يبتليه فيه بما نهاه عنه ، وقد يوفقه على جميع ما أمره به ، فإن من حصلت له هذه الكرامات فإنه هو الذي يعبر عنه بالكامل الوارث ، لأنه ورث محمداً صلى الله عليه وسلم ببلوغه هذه الكرامات التي وقعت معجزات في حق الأنبياء صلوات الله وسلامه على نبينا وعليهم ، كأحياء الموتى وأبراء الأكمة والأبرص بإذن الله سبحانه وتعالى ، كما وقع لسيدنا عيسى بن مريم وسيدنا إبراهيم الخليل عليهما السلام ، وذلك ثابت عندنا من أن كل معجزة تقع للأنبياء تصح أن تكون كرامة في حق الأولياء لأنهم هم العلماء الذين ورثوا الأنبياء والعلماء الذين هم كأنبياء بني إسرائيل ، فان عندي وعند من إجتمعت به من الأكابر ثبوت ذلك بمشاهدتنا له من أنفسنا فلم يتأت لنا نفيه بخلاف من ينفي ذلك . والحمد لله على إتمام نعمته علينا والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
رقائق عبارات من بعض الكرامات : فأفقه يا ذا اللب السليم ، والحال المستقيم ، إن العبد إذا صرف لسانه فيما أمره به الشارع من المدود ، وأقام به موازين الحدود ، فقد تظهر له بعض العلامات ويكرمه الله تعالى في مقام صرفه بأنواع الكرامات ، فإنه يكون مكالماً للعالم العلوي بأ نواع المكالمات ، ويخبر بالأمور والمغيبات ، ويحصل له إنفعال الأشياء على لسانه بين الكاف والنون ، إذا أراد شئياً وقال له كن فإنه بإذن الله تعالى يكون ، ويوفقه مولاه على رطوبة لسانه بذكر الله ولا يبتليه فيه بما نهاه عنه ، وقد يوفقه على جميع ما أمره به ، فإن من حصلت له هذه الكرامات فإنه هو الذي يعبر عنه بالكامل الوارث ، لأنه ورث محمداً صلى الله عليه وسلم ببلوغه هذه الكرامات التي وقعت معجزات في حق الأنبياء صلوات الله وسلامه على نبينا وعليهم ، كأحياء الموتى وأبراء الأكمة والأبرص بإذن الله سبحانه وتعالى ، كما وقع لسيدنا عيسى بن مريم وسيدنا إبراهيم الخليل عليهما السلام ، وذلك ثابت عندنا من أن كل معجزة تقع للأنبياء تصح أن تكون كرامة في حق الأولياء لأنهم هم العلماء الذين ورثوا الأنبياء والعلماء الذين هم كأنبياء بني إسرائيل ، فان عندي وعند من إجتمعت به من الأكابر ثبوت ذلك بمشاهدتنا له من أنفسنا فلم يتأت لنا نفيه بخلاف من ينفي ذلك . والحمد لله على إتمام نعمته علينا والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
المغرب السادس
في عين الأمير الدبـــي ( اليدين )
أعلم أيها الإبن الصالح ، المستنتج المصالح ، حفظ الله يمينك وشمالك ويسرهما لك ، فإن هذا هو أمير دبي ، كوكب فلكه إنتشر بعد الطي ، جر أذيال الضي ،فعرف في الكرسي عالمه أنه حي ، وهو الأمير المسمى باليد ، صاحب البطش والنقش ، فإنه رابع العمال في عالم تقريب الفهم بالمثال ، وله في عالمه الحكم التام وأسمى مقام ،
فأفهم يا بني أن اليدين قد خلقا لك لآجل البطش الذي تستعين به في أمر دنياك وآخرتك لأجل إصلاحك ، فلا تصرفهما إلى ما يؤدي إلى هلاكك وإنما قد خلقا لك لأجل أن تشغلهما بالتسبيح وتكتب بهما ما تريده من القرآن والحديث والفقه والمواعظ وغير ذلك مما تحتاج إليه ، وتخرج بهما الزكاة والصدقة وتغتسل بهما في تطهيرك وتتوضأ بهما وتستنجى بالشمال وتسلت وتنتر بها ذكرك ولا تمسه باليمين ، ولا تستنجى بها ، وكل ذلك من رفق مولاك بك ونعمه عليك ، ولا تتعدى بهما ما حده لك من أن تمس بهما الأجنبيات وتسرق بهما أموال الناس وتقتل بهما النفس التي حرمها الله وتضرب بهما مسلماً بغير موجب وتؤذيه بهما وتكتب بهما ما لا يجوز التلفظ به لأن القلم أحد اللسانين وغير ذلك ، فطوبى لمن صرفهما في مراضي مولاه وتبع بهما رضاه.
ظرائف حقيات من عيون الكرامات : فتنبه يا بني إلى بلوغ رشدك ، واسع في مراضي مولاك بصدق جهدك ، فإن العبد إذا وفق بيديه في المحدود ، وأقام بهما موازين الحدود ، فإن مولاه صاحب إكرام وإحسان وأنعام ، فقد يكرمه بكرامات تخصه في مقام صرفهما فيما أمره به بإظهار العلامات التي تعلن بالكرامات ، فيكون حينئذٍ صاحب يدين على الحقيقة . فإذا مس بهما طعاماً قليلاً يكفي الجمع الكثير فيدخل فيهما البركة ، فيكون صاحبهما لا يمس بهما مريضاً إلا شفاه الله ، وإن وضعهما على ذي عاهة برئ بإذن الله ، وإن كتب بهما لأحد ينفعه به الله ، ولا يبتليهما بالوقوع فيما نها عنه وإنما يوفقهما إلى ما أمر به ، فمن ثم يوضع فيهما سر التحقق وإكمال حقائق التخلق فيقع لهما ما وقع لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا موسى عليه السلام من المعجزات كرامة لهما كنبع الماء من بين الأصابع وإدخال اليد في الجيب وإخراجها بيضاء من غير سوء وإلى غير ذلك مما لا ينكر بمثابة وراثة ذلك منهما ، والحق جلّ وعلا صاحب إكرام جميل وبر فضيل ، والله على ما نقول وكيل ، وهو يهدي السبيل.
ظرائف حقيات من عيون الكرامات : فتنبه يا بني إلى بلوغ رشدك ، واسع في مراضي مولاك بصدق جهدك ، فإن العبد إذا وفق بيديه في المحدود ، وأقام بهما موازين الحدود ، فإن مولاه صاحب إكرام وإحسان وأنعام ، فقد يكرمه بكرامات تخصه في مقام صرفهما فيما أمره به بإظهار العلامات التي تعلن بالكرامات ، فيكون حينئذٍ صاحب يدين على الحقيقة . فإذا مس بهما طعاماً قليلاً يكفي الجمع الكثير فيدخل فيهما البركة ، فيكون صاحبهما لا يمس بهما مريضاً إلا شفاه الله ، وإن وضعهما على ذي عاهة برئ بإذن الله ، وإن كتب بهما لأحد ينفعه به الله ، ولا يبتليهما بالوقوع فيما نها عنه وإنما يوفقهما إلى ما أمر به ، فمن ثم يوضع فيهما سر التحقق وإكمال حقائق التخلق فيقع لهما ما وقع لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسيدنا موسى عليه السلام من المعجزات كرامة لهما كنبع الماء من بين الأصابع وإدخال اليد في الجيب وإخراجها بيضاء من غير سوء وإلى غير ذلك مما لا ينكر بمثابة وراثة ذلك منهما ، والحق جلّ وعلا صاحب إكرام جميل وبر فضيل ، والله على ما نقول وكيل ، وهو يهدي السبيل.
المغرب السابع
في عين الأمير الهجبــــي ( البطن (
أعلم أيها الإبن الناتج السالك أقوم المناهج ، حفظ الله بطنك من المحرمات ، ووفقك على التورع من جميع الشبهات ، إن هذا هو أمير هجب ، كوكب فلكه شهب ، أظهر العجب ، من إدخال التخمة والسغب ، نوره غلب ، في كرسي عالمه إنتصب ، هو الأمير المسمى بالبطن ، صاحب القرار والكن ، فإنه خامس العمال المتقدمة في الأمثلة المنفهمة له في عالمه الأتباع والقول المطاع .
فأفهم يا بني أن البطن هي من أكبر أعدائك وعظيم دائك ، فإن ظفرت بصونها دخلت حرم أمنها ، وإن ظفرت بك رسخ غلبها في قلبك ، لأن كل شهوة فيك متعلقة بها ، فبأمتلائها تهييج الشهوات وبنقصانها إزالة الخواطر النفسيات فالإبن الذي يصلح للخطاب وإزالة الحجاب لا يمتعها بزيادة على سد الرمق وإزالة العلق فإن لها حيل كالثعلب ولدغاً كالعقرب تسارق صاحبها قليلاً قليلا إلى أن تتمكن منه ثم لا تنفك عنه ، فصصاحب الغاية السعيد يتحذر عن إدخال الحرام فيها بلا تحديد كالخمر والربا واللحوم المحرمة وأكل أموال اليتامى ظلماً وغير ذلك ، وكذلك الشبهات المؤدية إلى الوقوع في المحرمات ولا يملأها من الطعام مطلقاً ، فإن في إمتلائها مفاسد وادواء زوائد ، فإذا عرفت هذا يا بني فأولى لك مجانبة إمتلائها ولو من المباح لأن ذلك يورث الكسل في العبادات والعجز عن المجاهدات وموت القلب عن الأهتمام بأفعال الخيرات وتحريك الهمم إلى إرتكاب الخواطر والشهوات المحرمات والمكروهات فأستعن على صونها بخوائها لأجل شفائك من أدوائها فان الجوع فيه أكبر منة والصوم ، للكل رحمة وحنة فإذا ظفرت بجوعتها وعدم موافقتها في قيام شهواتها ، فشد عزمك فيه وكن بكليتك موافيه فانها متى جاعت عميت العينان وصممت الأذنان وإنقبضت اليدان وعجزت عن السعي الرجلان وحفظ الفرج وإستفرغ القلب للعبادة وإنتهج وإشتغل اللسان بالذكر عن اللجج وغير ذلك ، ولذا كان الرسول الطاهر يحث على الصوم لأجل الأستعانة ووفاء الأمانة فالإبن الموافق يكثر منه طول دهره على بقاء عمره .
نفائح فائحات من نشر الكرامات : فأفهم يا بني فان العبد إذا وفقه مولاه إلى صون هذا العضو الغالب والعدو المحارب حتى صرفه إلى ما يرضاه مولاه ومنعه عما عنه نهاه حيث وقف به في المحدود وأقام به موازين الحدود ، فان مولاه بر فضيل صاحب إكرام جميل فيكرمه إن شاء بكرامات تخصه في مقام صرفه فيما أمره به فيكون صاحب بطن على الحقيقة فيشبع بالقليل من الطعام ولا يؤثر فيه الجوع بما يعيقه في دينه ولا تصيبه نهمة في الطعام تخل بمقامه ، وأن يحفظ الله له طعامه وشرابه فلا يضيعهما عليه ولا يبتليه فيهما بحرام ، وأن يقلب له عين الحرام حلالا كالخمر عسلا ولبناً ، وتقلب له الأعيان في غير هذا كالماء لبناً واللبن عسلا ولحم الحمام ضاناً ولحم الضان حماما ، وإن يأتيه بطعامه مما لا علم له به من ملك أو جن ، وإذا أراد بأكله شبع غيره كان له ذلك ، كأن يأكل هو والآخر يشبع بأكله كرامة له كما وقع لبعض أهل الله ، وغير ذلك من الكرامات مما هو مشاهد عندنا والحمد لله على منته علينا إنه ذو كرم جزيل والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
نفائح فائحات من نشر الكرامات : فأفهم يا بني فان العبد إذا وفقه مولاه إلى صون هذا العضو الغالب والعدو المحارب حتى صرفه إلى ما يرضاه مولاه ومنعه عما عنه نهاه حيث وقف به في المحدود وأقام به موازين الحدود ، فان مولاه بر فضيل صاحب إكرام جميل فيكرمه إن شاء بكرامات تخصه في مقام صرفه فيما أمره به فيكون صاحب بطن على الحقيقة فيشبع بالقليل من الطعام ولا يؤثر فيه الجوع بما يعيقه في دينه ولا تصيبه نهمة في الطعام تخل بمقامه ، وأن يحفظ الله له طعامه وشرابه فلا يضيعهما عليه ولا يبتليه فيهما بحرام ، وأن يقلب له عين الحرام حلالا كالخمر عسلا ولبناً ، وتقلب له الأعيان في غير هذا كالماء لبناً واللبن عسلا ولحم الحمام ضاناً ولحم الضان حماما ، وإن يأتيه بطعامه مما لا علم له به من ملك أو جن ، وإذا أراد بأكله شبع غيره كان له ذلك ، كأن يأكل هو والآخر يشبع بأكله كرامة له كما وقع لبعض أهل الله ، وغير ذلك من الكرامات مما هو مشاهد عندنا والحمد لله على منته علينا إنه ذو كرم جزيل والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
المغرب الثامن
في عــين الأميــر الوجــفي ( الفرج(
أعلم أيها الابن النجوى الطالب من الله التقوى ، حفظ الله فرجك ، وأزاح عنك حرجك ، أن هذا هو أمير وجف ، كوكب فلكه إنكشف ، نوره رفرف ، في كرسي عالمه وقف ، هو الأمير المسمى بالفرج ، سالك الفج ، هو خامس عمال الخليفة ذي الشمائل الظريفة وله في عالمه بديع التصريف ، وعظيم التشريف.
فأفهم يابني أن شهوة الفرج خسيسة المقدار كثيرة الخطر بتحمل الأوزار ، فإن كيدها شديد ، وشيطانها مريد ، ولذا نهى العليم الحكيم عن إطاعتها في القرآن الكريم حيث قال ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) وقال أيضاً : ( ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ) ويحفظن فروجهنّ ففي الآيات نهى وأمر . فإن الحكيم نهى عن الوقوع في الزنا وأمر بحفظ الفرج تأكيداً لأن حفظ الفرج هو عدم الوقوع في الزنا ، فلما أخذ النهي مقامه ورفع الحفظ أعلامه عرف ذلك بمعلومه وشق هذا بعمومه ، أخذ في بيان المباح والأستثناء بفوز أهل الفلاح حيث مدح الحافظين وشرع في التبيين فقال : ( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . ) فطوبى لمن حفظ فرجه عن ما نهاه عنه مولاه وأمتنع أن يوفقه في غير ما استثناه ، فمن عمل بذلك نال الفوز هنالك ، ومن لم يعمل بذلك لم يفز كذلك ، فلما علم الحكيم تعدى الأشرار ومجاوزتهم الحد المختار بإتباعهم كيد شيطان الشهوات زجرهم بعد البيان بالآيات فقال ( فمن إبتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون.
فأفهم يا بني ما أنهيناه وإتعظ بما قررناه وأظفر بصون فرجك عما نهاك عنه ربك ولا تولجه إلا في ما إستثناه لك . وأعلم أن قولي شهوة الفرج خسيسة المقدار لضعف قواها لتعلقها بغيرها في أصل مبدأها ، فإنها ليست لها في نفسها حركة وإنما هي خاطر يحل في القلب فيحركه لطلب الجماع فينظر القلب إلى الفرج . وأصل مبدأ حلولها في القلب يتولد من إمتلاء البطن . وأما إذا جاع الشخص فلم تتحرك همته للنكاح وهذا معنى قولي في الشعر . فالبطن تنفيه ثم البطن تثبته فإنها مع ضعفها لا تباهي قوة سلطانها قوة سلطان شهوة غيرها وكل ذلك بمادة سلطان شهوة البطن وجريان الشيطان في جسم صاحبها ، ولذا كان عليه الصلاة والسلام يقول : ( أن الشيطان يجري من إبن آدم مجرى الدم فسدوا مجاريه بالجوع والعطش . ) فعلمنا أن هذا إعلان بالحث على الصوم فينبقي للعاقل أن يكثر منه ولا يتخلى في أي وقت عنه للاستعانه به على هذا الأمير الغالب والعدو المحارب بعون القدير ونصرة النصير.
ينابيع فيوضات من بعض الكرامات : فأفهم يا بني أن الإنسان إذا حفظ فرجه عما نهاه عنه مولاه ووقف به في المحدود وأقام به موازين الحدود فإن الله سبحانه وتعالى قادر على إكرامه فيكرمه إن شاء الله بكرامات تخصه في مقام صرفه فيما أمره به ، فيكون صاحب فرج على الحقيقة ، فقد يطهر الله سبحانه وتعالى قلبه عن خواطر السوء المحركة للفرج ويقوى على عدم التحريك للأجانب ويعطي قوة الجماع لحليلاته ، وقد يتم الله سبحانه وتعالى له الحفظ بما يقتضيه حكمته فإنه يرى كل امرأة أجنبية يخرج من فرجها شئ يستقذره فلو طلبته على تقدير رضائه بالوقوع بها لا تطاوعه نفسه على ذلك لما يشاهده من الأقذار التي تعلوه فتموت همته عنها ، وهكذا جميع الأجانب يراهم الأجنبيات على هذه الحالة . وأما حليلاته فقد يتطهرن على أحسن حالة ويعطيه الله قوة عظيمة عليهن ، وقد يحصل له ذلك كله لثبوت الحفظ من الله سبحانه وتعالى له وإتمام الكرامة التي قابله بها مولاه في حفظ فرجه من إطاعة سلطان شهوته ، ومن ثم يشاهد أسرار حقائق جميع الوجود ، ووجد أنه من الإزدواج بين شيئين إقتضت الحكمة جمعهما وتوالده منهما ، فإن لهذا المقام كرامات عظيمة وقد وجدناها فيه بمشاهدتنا حين بلغناه بفضل الله سبحانه وتعالى ، والحمد لله على إتمام كرامته وواسع رحمته إنه صاحب إحسان جميل والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
فأفهم يابني أن شهوة الفرج خسيسة المقدار كثيرة الخطر بتحمل الأوزار ، فإن كيدها شديد ، وشيطانها مريد ، ولذا نهى العليم الحكيم عن إطاعتها في القرآن الكريم حيث قال ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) وقال أيضاً : ( ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ) ويحفظن فروجهنّ ففي الآيات نهى وأمر . فإن الحكيم نهى عن الوقوع في الزنا وأمر بحفظ الفرج تأكيداً لأن حفظ الفرج هو عدم الوقوع في الزنا ، فلما أخذ النهي مقامه ورفع الحفظ أعلامه عرف ذلك بمعلومه وشق هذا بعمومه ، أخذ في بيان المباح والأستثناء بفوز أهل الفلاح حيث مدح الحافظين وشرع في التبيين فقال : ( والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين . ) فطوبى لمن حفظ فرجه عن ما نهاه عنه مولاه وأمتنع أن يوفقه في غير ما استثناه ، فمن عمل بذلك نال الفوز هنالك ، ومن لم يعمل بذلك لم يفز كذلك ، فلما علم الحكيم تعدى الأشرار ومجاوزتهم الحد المختار بإتباعهم كيد شيطان الشهوات زجرهم بعد البيان بالآيات فقال ( فمن إبتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون.
فأفهم يا بني ما أنهيناه وإتعظ بما قررناه وأظفر بصون فرجك عما نهاك عنه ربك ولا تولجه إلا في ما إستثناه لك . وأعلم أن قولي شهوة الفرج خسيسة المقدار لضعف قواها لتعلقها بغيرها في أصل مبدأها ، فإنها ليست لها في نفسها حركة وإنما هي خاطر يحل في القلب فيحركه لطلب الجماع فينظر القلب إلى الفرج . وأصل مبدأ حلولها في القلب يتولد من إمتلاء البطن . وأما إذا جاع الشخص فلم تتحرك همته للنكاح وهذا معنى قولي في الشعر . فالبطن تنفيه ثم البطن تثبته فإنها مع ضعفها لا تباهي قوة سلطانها قوة سلطان شهوة غيرها وكل ذلك بمادة سلطان شهوة البطن وجريان الشيطان في جسم صاحبها ، ولذا كان عليه الصلاة والسلام يقول : ( أن الشيطان يجري من إبن آدم مجرى الدم فسدوا مجاريه بالجوع والعطش . ) فعلمنا أن هذا إعلان بالحث على الصوم فينبقي للعاقل أن يكثر منه ولا يتخلى في أي وقت عنه للاستعانه به على هذا الأمير الغالب والعدو المحارب بعون القدير ونصرة النصير.
ينابيع فيوضات من بعض الكرامات : فأفهم يا بني أن الإنسان إذا حفظ فرجه عما نهاه عنه مولاه ووقف به في المحدود وأقام به موازين الحدود فإن الله سبحانه وتعالى قادر على إكرامه فيكرمه إن شاء الله بكرامات تخصه في مقام صرفه فيما أمره به ، فيكون صاحب فرج على الحقيقة ، فقد يطهر الله سبحانه وتعالى قلبه عن خواطر السوء المحركة للفرج ويقوى على عدم التحريك للأجانب ويعطي قوة الجماع لحليلاته ، وقد يتم الله سبحانه وتعالى له الحفظ بما يقتضيه حكمته فإنه يرى كل امرأة أجنبية يخرج من فرجها شئ يستقذره فلو طلبته على تقدير رضائه بالوقوع بها لا تطاوعه نفسه على ذلك لما يشاهده من الأقذار التي تعلوه فتموت همته عنها ، وهكذا جميع الأجانب يراهم الأجنبيات على هذه الحالة . وأما حليلاته فقد يتطهرن على أحسن حالة ويعطيه الله قوة عظيمة عليهن ، وقد يحصل له ذلك كله لثبوت الحفظ من الله سبحانه وتعالى له وإتمام الكرامة التي قابله بها مولاه في حفظ فرجه من إطاعة سلطان شهوته ، ومن ثم يشاهد أسرار حقائق جميع الوجود ، ووجد أنه من الإزدواج بين شيئين إقتضت الحكمة جمعهما وتوالده منهما ، فإن لهذا المقام كرامات عظيمة وقد وجدناها فيه بمشاهدتنا حين بلغناه بفضل الله سبحانه وتعالى ، والحمد لله على إتمام كرامته وواسع رحمته إنه صاحب إحسان جميل والله على ما نقول وكيل وهو يهدي السبيل.
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفلاباس
ردحذفاللهم صل ع سيدي وحبيبي ومولاي وغرة عيني محمدصل الله عليه وسلم وع اله وصحبه اجمعين
ردحذف